هل أفشلت الأردن تطبيق صفقة القرن فى فلسطين ؟

تحدث عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، د.محمد الهندي، عن دور الأردن في إفشال أو تطبيق (صفقة القرن)، مؤكدا أن المستهدف في هذه الصفقة هي الضفة الغربية.

جاء ذلك في سلسلة تغريدات عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) بعنوان “في التصدي لـ(صفقة القرن)”.

وأوضح الهندي: “وسط وضعٍ إقليمي وفلسطيني غايةً في الضياع، أعلن ترامب ممثلا للإنجيليين واليمين الصهيوني المتطرف، رؤيته لتصفية القضية الفلسطينية وإسقاط كل الثوابت التي ناضل من أجلها شعبنا على مدار قرنٍ من الزمان”.

وأضاف: “عربياً، تتنازع الدول أنظمة مختلفة بعضها نسجت علاقات علنية أو سرية مع (العدو) وأقامت أحلافاً وتفاهمات مع (الكيان الصهيوني) وربطت مصيرها به، وهم يمثلون دوما ضغوطاً على السلطة الفلسطينية لانتزاع مواقف أكثر اعتدالا، فيما السلطة أثبتت استعدادها الدائم للاستجابة لضغوطهم”.

وتابع عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي: “البعض الآخر من الدول العربية مشلول الإرادة، يعيش منذ سنوات حروباً داخلية تغذي نيرانها قوى إقليمية ودولية”.   

وأشار إلى أن دولا أخرى مهتزّة لم تستقر بعد، لا زالت تتعرض للضغوط والحصار بأشكالٍ مختلفة، ورغم مواقفها الإيجابية المعلنة من (صفقة القرن)؛ لا يمكنها التأثير على مجريات الأحداث.

وشدد الهندي على أن هذا الوضع المتأزّم ينعكس على المستوى الشعبي أيضا؛ فـ”الشعوب العربية -رغم حبها لفلسطين واستعدادها للتضحية من أجل القدس- إما مقموعةً ومحاصرةً من أنظمتها أو مشغولةً بجراحها”، أما الشعب الفلسطيني -الذي أثبت دوما قدرته على مفاجئة الجميع وقلب الحسابات- تُمارس عليه الضغوط: حيث في غزة الحصار والقهر والإفقار، وفي الضفة اهتزازات عدم الثقة بالقيادة، وصراعات القوى داخلها.

وأكد على أن هذا هو الوضع المثالي لإسرائيل لضم تدريجي لمستوطنات الضفة والأغوار يستوعب ردود الفعل ويتجنب إثارة الشعوب.

وتابع القيادي في الجهاد: يصاحب ذلك في الضفة محاولة إشراك السلطة واستئناف التفاوض معها مع تحسين ظروف المعيشة لأهلنا هناك، وفي غزة تستمر محاولات تحييد القطاع بتفاهمات وقف إطلاق النار مقابل تحسين شروط الحياة التي ترعاها القاهرة، وفي نفس الوقت استمرار التهديد واستخدام محدود للعنف إذا لزم الأمر.

وأكد على أن هذا الوضع المركّب والمعقد يُرتِّب على الشعب الفلسطيني مسؤولياتٍ جديدة لإفشال مؤامرة القرن، مشيراً إلى أن الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تخرج عن سيطرة السلطات خاصةً في الضفة والأردن ستفشل المؤامرة؛ فالضفة هي المستهدفة أساسا بـ(صفقة القرن).

وأردف الهندي: “الأردن إما أن تشكّل عمقاً استراتيجياً لفلسطين لإفشال الصفقة، أو أن تشكل عمقا استراتيجيا لإسرائيل لامتصاص جموع المهجّرين من أهل الضفة عندما تحين الفرص”، وفق تعبيره.